آلاف الناشطين المناهضين لعقوبة الإعدام يحتشدون من أجل عالم أفضل
بمناسبة اليوم العالمي العاشر لمناهضة عقوبة الإعدام، نظم الناشطون المناهضون لعقوبة الموت منذ مطلع الأسبوع مجموعة من الفعاليات في مختلف أرجاء المعمورة، وقد ذلك بدأ يحرك الضمائر.
فجولة عرض الملصقات المناهضة لعقوبة الإعدام والمنبثقة من المسابقة "ملصقات من أجل الغد" لا تزال تستمر عبر آسيا وحتى جنوب أفريقيا، وذلك بشراكة مع عدد من المنظمات الأعضاء في التحالف العالمي.
هذا وقد تعهد وزير الخارجية الفرنسي السيد رولان فابيوس مساء الثلاثاء بأن يضع إلغاء عقوبة الإعدام ضمن أولويات الدبلوماسية الفرنسية في جميع أنحاء العالم، وقال: "إن القانون عندما يرفض القتل، فإنه لا يفقد شيئا من قوته، بل بالعكس من ذلك، فهو عندما يستبعد القتل من مجاله فإنه يعزز منع القتل، وهو ما يجب أن يكون قانونا أساسيا في كل مكان وفي كل زمان."
وبهذه المناسية، اجتمع في باريس محامون ودبلوماسيون وناشطون من أجل النظر في الأعمال الماضية والمستقبلية من أجل إلغاء عقوبة الإعدام.
التقدم المحرز عالميا يتناقض مع الوضع في العراق
كان الموضوع المختار هذا العام للاحتفال باليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام هو التقدم المحرز في السنوات العشر الماضية، وهي الفترة التي كفت فيها ثلث الدول التي كانت تطبق عقوبة الإعدام عن هذه العقوبة، وكذلك التحديات القادمة، خاصة في عدد محدود من الدول التي يسجل فيها ارتفاع في تطبيق عقوبة الإعدام.
ومن الأمثلة التي تأخذ طابعا رمزيا للشوط الذي لا يزال يجب قطعه مستقبلا قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة برفض آخر الطعون التي تقدم بها رجل من تكساس حكم عليه بالإعدام وهو "جوناثان غرين"، وذلك في اليوم نفسه الذي يحتفل فيه باليوم العالمي، بالرغم من وجود شبهات قوية في الصحة العقلية للمتهم زمن الوقائع التي حكم بموجبها، وقد أعدم هذا الرجل في تلك الليلة.
ويعد العراق من بين الدول التي تشهد ارتفاعا في تنفيذ عقوبة الإعدام، وقد نظم فيه مركز الرافدين لحقوق الإنسان لقاء حول إلغاء عقوبة الإعدام، بدعم من جمعية "معا لمناهضة عقوبة الإعدام" والمعهد الفرنسي.
يبحث أعضاء التحالف العراقي لمناهضة عقوبة الإعدام عن استراتيجية لمواجهة الارتفاع الشديد لتطبيق عقوبة الموت، وقد استنكرت هذا الارتفاع منظمة "هيومان رايتس ووتش" في بيان أصدرته بمناسبة اليوم العالمي. تجدر الإشارة إلى أن النقاشات تتطرق بوجه خاص إلى الحجج الدينية التي يمكن أن تساق في مجتمعات مسلمة.
وفي أفريقيا نظمت العشرات من الفعاليات، فقد عقدت مؤتمرات وعرضت أفلام من بلدان كالسنغال وبوتسوانا وبنين وأوغندا، كما نظم فرع "أوفيرا’ لمنظمة "باكس كريستي "، (الصورة أعلاه) أنشطة تربوية في مدارس في شرق جمهورية كونغو الديموقراطية.
100 مشارك في محاكاة للموت في مونتريال
في أوربا وأمريكا دخل الناشطون المناهضون لعقوبة الإعدام في الأسواق والجامعات والساحات العامة، خاصة في مونتريال، حيث جمعت منظمة العفو الدولية مئة شخص قاموا بمحاكاة عملية الإعدام وذلك في عرض مثير. (الصور أدناه).
ومن ناحية أخرى، حظيت تعبئة الناشطين في اليوم العالمي بتغطية وسائل الإعلام، حيت نشرت صحيفة المستقبل العربي في الأردن بيانا للتحالف الأردني بالمناسبة، كما نشر موقع الحوار المتمدن مقالا بعنوان عقوبة الإعدام بين الإلغاء والإبقاء.
لم يتوقف زخم التعبئة بعد مرور اليوم العالمي، حيث إنه من المنتظر أن يعقد في المغرب أول مؤتمر إقليمي لمناهضة عقوبة الإعدام في المغرب العربي والشرق الأوسط، وذلك من 18 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول، كما أن ما يناهز 1500 مدينة ستضيء مآثرها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني بمناسبة "مدن من أجل الحياة – مدن ضد عقوبة الإعدام".