تونس الجديدة وعقوبة الإعدام
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
"طوال حياتي لم يسبق لي أن سمعت نقاشا أو حوار حول عقوبة الإعدام" ، هذا ما قالته ربيعة ، معلمة في إحدى المدارس في تونس."عموما ، أقول بأنني أؤيد تطبيق عقوبة الإعدام على جرائم معينة ، وبالتأكيد ضد أسوأ الأعضاء في حكومة بن علي السابقة . "
حسب لطفي عزوز ، مدير الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية، فإن وجهة نظر ربيعة هي وجهة نظر نموذجية لتونس ما بعد الثورة .و قد شرح عزوز بأنه"نتيجة للثورة التي عرفها بلدنا ، فهناك رغبة في الانتقام والعدالة" . "يريد الشعب أن تتم مساءلة المسئولون عن أفعالهم، و عقوبة الإعدام هي الطريقة التقليدية لمعالجة هذا الغضب الشعبي. "
حركة تبحث دوما عن قيادة
يركز العديد من الناشطين ، مثل الصحفية سهام بن سدرين من المجلس الوطني للحريات في تونس ، وهي عضو في التحالف العالمي ، جهودهم على ما يوصف "بالفرصة التي لا مثيل لها و التي تتيحها الثورة لإحداث تغييرات سياسية" . ولكن عزوز يشير أيضا يسلط إلى الفرصة التي تتيحها الثورة في تونس للقيام بحملات جديدة ضد عقوبة الإعدام.
و يشرح "بأننا نرى في الوقت الراهن فرصة لتوسيع قاعدتنا في البلاد ، و لمضاعفة جهودنا للضغط والتأثير على الحكومة" .
وقد لقي مشروع القانون المقترح في عام 2008 من أجل إلغاء عقوبة الإعدام قليلا من الدعم خارج مؤيدي منظمة العفو الدولية."للمرة الأولى منذ 30 عاما ، هناك فرصة سانحة حقا لتحسيس الجمهور بشأن مجموعة كبيرة من المواضيع بما في ذلك عقوبة الإعدام. "
الحكومة في مرحلة انتقالية
"تشير بن سدرين بأن الحكومة الحالية لا تملك سلطة لتغيير القوانين ، ولكن يمكننا أن نفعل الكثير من أجل تحسيس الجمهور وخلق الوعي السياسي بين التونسيين. "
و سياسة الانفتاح الجديدة هذه هي من المميزات والخصائص المدهشة في تونس بعد الثورة."وقالت ربيعة: حتى لو بقي هناك في السلطة أعضاء في الحكومة السابقة ، فاليوم يمكننا أن نتكلم و أن نتحدث. من قبل ، كنا ننظر دائما حولنا قبل أن. أما الآن فيمكننا أن نقول ما نريد. "
أوقات مرهقة .
بعد أكثر من 30 عاما من الديكتاتورية والقمع للحريات السياسية، فإرادة استعادة الكلمة والنقاش تعد فرصة مهمة بالنسبة للمنظمات غير الحكومية بصفة عامة، و تلك التي تناضل من أجل إلغاء عقوبة الإعدام بصفة خاصة.
و قال رشيد، وهو أستاذ في الفنون الجميلة بتونس" إنها فترة مرهقة جدا بالنسبة لنا.نشعر أننا نستطيع تغيير الكثير من الأمور، ومع ذلك فأنه من الممكن أن لا نغير شيئا. "
هذا الشعور نستشعره في كل مكان في البلاد. و قال عزوز: " علينا بتنشيط الشعب التونسي.يجب أن نجعلهم يفهمون أن هناك أشياء يمكن أن تتغير ، و أن لهم الكلمة الفصل في ذلك. "