عقوبة الإعدام في المغرب تقع في قلب المناقشات في مراكش
إلغاء
تجميد
معايير دولية
أطلق الملك محمد السادس أعمال المناقشات مساء يوم الافتتاح في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2014؛ فقد قال في رسالة قرأها نيابة عنه وزير العدل والحريات السيد مصطفى الرميد: ” نشيد بالنقاش الدائر حول عقوبة الإعدام، بمبادرة من المجتمع المدني، والعديد من البرلمانيين ورجال القانون. وسيمكن هذا النقاش من إنضاج وتعميق النظر في هذه الإشكالية.”
تقول السيدة خديجة الرويسي النائبة والعضو في الشبكة البرلمانية المغربية ضد عقوبة الإعدام إن لديها شعورا تتراوح بين “اليأس إزاء الامتناع الخامس للمغرب عن التصويت في الأمم المتحدة على وقف تنفيذ أحكام الإعدام، والأملِ بعد الاستماع إلى الخطاب الملكي الذي يبيّن بوضوح وللمرة الأولى اهتمام جلالته بهذا النقاش”.
“لن نكتفي بالنقاش فقط”
أيّدت هذا الموقفَ السيدةُ فلورانس بيليفيه رئيسة التحالف العالمي حيث قالت: “يجب علينا أن لا نكتفي بمناقشة مزايا وعيوب عقوبة الإعدام. يجب علينا أن لا نكتفي بوقف تنفيذ أحكام الإعدام كما هو الحال في المغرب مثلا”، ودعت إلى “إلغاءٍ تام ” لعقوبة الإعدام ” في جميع دول العالم بشكل لا رجعة عنه”.
يعرف العالم العربي كله هذه المقاومة ضد إلغاء عقوبة الإعدام، وهي عقوبةٌ عفا عنها الزمن. فقد شرح قيادي في الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن بلاده، وهي من الدول التي تروّج في الأمم المتحدة لوقف تنفيذ أحكام الإعدام، “تمسكت بالوضع المريح المتمثل في وقف تنفيذ أحكام الإعدام”، ولكنها لا تزال تصدر أحكاما بالإعدام.
كما عبرت ممثلة للائتلاف التونسي ضد عقوبة الإعدام عن أسفها لكون بلادها لم تُلغ عقوبة الإعدام بمناسبة تبني دستور جديد، ولكنها وعدت بحملة جديدة لإلغاء عقوبة الإعدام مع اقتراب النظر في قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
وإزاء المحافظين الذين يعتمدون على حجج دينية، ذكّرت السيدة الرويسي بأن إلغاء عقوبة الإعدام لا يعني “بأي حال من الأحوال تحديا للإسلام، وإنما هو تحدّ للتشدد”.
إن عدم تحرك شمال أفريقيا نحو إلغاء عقوبة الإعدام شيءٌ يبدو في غير محله، خاصة وأن بقية القارة تتحرك. أما السيدة أليس موغوي، وهي ممثل الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان في الفريق العامل التابع للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، فهي تشعر بالتفاؤل إزاء اعتماد البروتوكول الذي يدعو جميع الدول الأفريقية إلى إلغاء عقوبة الإعدام في السنة القادمة.
التلاعب السياسي وابتذال العنف في الشرق الأوسط
أما الدول العربية الواقعة في المشرق، فهي بالمقابل، تواجه تحديات مختلفة. فالسيدة تغريد جابر، المديرة الإقليمية للمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي والمقيمة في الأردن، أشارت إلى الاستخدام المتزايد لعقوبة الإعدام لأغراض سياسية، وأضافت: “كنا نخشى إصدار عقوبة الإعدام في حق حسني مبارك، وأعداؤه الآن هم الذين أصبحوا يحكم عليهم بالإعدام” في مصر.
أشارت السيدة تغريد جابر كذلك إلى أن الصراعات التي تسفك الدماء في الشرق الأوسط وصُوَرَ الموت التي تُبثّ في وسائل الإعلام في المنطقة “تبتذل العنف”. وحذّرت بأن زيادة الجرائم في الأردن، مثلا، قد تشكل عائقا أمام إلغاء عقوبة الإعدام.
فئات
المغرب